تشهد البلاد اليوم، انخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة مع نشاط ملحوظ للرياح وبرودة في ساعات الصباح الباكر والليل، وهو ما يعيد التحذيرات من زيادة فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا الموسمية بين الأطفال وكبار السن
ويؤكد خبراء الصحة أن التقلبات الجوية المفاجئة في مثل هذه الفترات من العام تُعد بيئة خصبة لانتشار الفيروسات، خاصة مع تراجع المناعة الناتج عن قلة التعرض لأشعة الشمس، مشددين على أهمية اتخاذ الإجراءات الوقائية وبدء الالتزام بالملابس الشتوية لتجنب العدوى.
وأكد الدكتور أمجد الحداد، استشاري الحساسية والمناعة، ضرورة بدء ارتداء الملابس الشتوية اعتبارًا من اليوم الخميس، مشيرًا إلى أن الأجواء الباردة الحالية تتطلب استعدادًا خاصًا لحماية الأطفال من العدوى وأمراض الجهاز التنفسي.
وقال الحداد إن هناك "وصايا " يجب على كل أسرة اتباعها خلال فصل الشتاء للحفاظ على صحة أطفالها، موضحًا أن:
- الاستحمام في الشتاء يجب أن يكون بماء فاتر مع تجنب تعرض الطفل لأي تيار هواء بعده، كما يُفضل عدم خروجه من المنزل فورًا بعد الاستحمام.
- شرب المياه قبل الخروج من المنزل صباحًا أو مساءً من العادات الضرورية، مع غسل الوجه وفتح النوافذ قليلًا لتجديد الهواء داخل الغرفة.
- يُمنع ارتداء الصوف أو الجواكت البوليستر التي تحتبس الحرارة وتؤدي للتعرق، والأفضل الاعتماد على الملابس القطنية.
- تناول ملعقة عسل نحل ممزوجة بعصير ربع ليمونة يوميًا يقوّي المناعة ويزيد الشهية للطعام.
- في حالة انتشار العدوى بالمدارس، يجب عدم إرسال الطفل المصاب بالإرهاق أو التعب حتى لا ينقل العدوى للآخرين، مع تجنب تقبيل الأطفال أو السماح بتبادل الأدوات الشخصية بينهم.
وأضاف الحداد أنه في أيام البرد الشديد يُفضل عدم خروج الأطفال إلى المدارس، خاصة الصغار أو أصحاب المناعة الضعيفة.
أما الأطفال الذين يعانون من الحساسية، فنصح بعدم ارتداء الصوف أو اللعب بالدباديب أو الألعاب المصنوعة من الفرو أو المعرضة للأتربة، كما حذر من وجود القطط أو الطيور أو النباتات داخل المنزل لأنها من أكثر مسببات الحساسية.
وأشار إلى أن اختبار الحساسية والعلاج المناعي بالأمصال يحقق نتائج فعّالة ويساعد في السيطرة على الأعراض.
وأوضح أن الخروج المبكر أو المتأخر في الشتاء يشكل خطرًا على الأطفال بسبب تيارات الهواء الباردة، لذا يُفضل تأجيل الخروجات الصباحية والمسائية قدر الإمكان.
وأكد الحداد أهمية الحصول على الفيتامينات المقوية للمناعة مثل فيتامين (C) و(A) و(D)، مشيرًا إلى أن أغلب التهابات الشتاء فيروسية وليست بكتيرية، لذلك يجب تجنب استخدام المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب.
كما شدد على ضرورة الحصول على تطعيم الإنفلونزا الموسمية والالتهاب الرئوي، وعدم إهمال مصل الروتا الذي يحمي من النزلات المعوية المنتشرة في الشتاء، موضحًا أن "القول بأن الطفل يصاب بالبرد رغم التطعيم خطأ شائع، لأن البرد مختلف عن الإنفلونزا"
