المستشار الاعلامى

حسن عمار

رئيس التحرير

سناء عبد العاطي

حسن عمار يكتب :بعض المدرسين يحطمون معنويات الطلاب ببعبع الثانوية العامة

تعليم 2025-12-06 23:01 التعليقات

حسن عمار يكتب :بعض المدرسين يحطمون معنويات الطلاب ببعبع الثانوية العامة

حسن عمار يكتب :بعض المدرسين يحطمون معنويات الطلاب ببعبع الثانوية العامة
كتب حسن عمار

في الوقت الذي تبذل فيه الدولة جهودًا كبيرة لتطوير المنظومة التعليمية وتعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم، تظل هناك ظاهرة مقلقة تتكرر داخل بعض المدارس وتؤثر مباشرة على الجيل الجديد: معلمون يستغلون الثانوية العامة كفزّاعة لإخافة الطلاب بدلًا من تشجيعهم ودعمهم.

فبدلًا من أن يكون المعلم مصدرًا للأمان والمعرفة والتحفيز، يلجأ البعض لأسلوب التخويف عبر عبارات قاسية مثل: «مش هتنجح»، «السنة دي هتفرق في مصيرك»، «اللي مش هيذاكر هيضيع».

هذه الكلمات قد تبدو عابرة للبعض، لكنها تقع على نفوس الطلاب كحمولة ثقيلة تُثقل قلوبهم قبل عقولهم.

ضياع الثقة قبل بدء السباق

خبراء التربية يؤكدون أن هذا الأسلوب يهدم ثقة الطالب بنفسه مبكرًا، ويخلق داخله مشاعر العجز والفشل قبل حتى أن يبدأ العام الدراسي بجدية.

فالطلاب في سن المراهقة لا يحتاجون لمن يُخيفهم، بل يحتاجون لمن يرشدهم لطريقة المذاكرة الصحيحة، وتنظيم الوقت، والتحضير الذهني، وليس من يرسم أمامهم شبحًا اسمه الثانوية العامة.

آثار نفسية لا يراها المعلم… لكنها تقتل الطالب من الداخل

هذه الممارسات تترك آثارًا سلبية خطيرة، منها:

  • ارتفاع معدلات التوتر والقلق
  • فقدان الرغبة في التعلم
  • انخفاض التحصيل بدلًا من تحسينه
  • اضطرابات النوم
  • الإحساس الدائم بالعجز

أولياء الأمور يرصدون يوميًا شكاوى من أبنائهم العائدين من المدرسة محملين بالخوف بدلًا من المعلومات.

المعلم رسالة… وليس مصدر رعب

المعلم الحقيقي هو من يبني الثقة، لا من يهدمها.

من يزرع الأمل، لا من يزرع الخوف.

من يحول الثانوية العامة من «بعبع» إلى فرصة للنمو والتحدي.

التعليم رسالة إنسانية قبل أن يكون وظيفة، ومسؤولية أخلاقية قبل أن يكون أداءً روتينيًا، وكلمة في غير محلها من معلم قد تغيّر حياة طالب بالكامل.

دعوة لإعادة ضبط السلوك التعليمي

من الضروري أن تعمل وزارة التربية والتعليم على:

  • تدريب المعلمين على مهارات التواصل الإيجابي
  • إدراج دورات حول الدعم النفسي للطلاب
  • وضع آليات واضحة للإبلاغ عن أي ضغوط نفسية داخل الفصول
  • نشر ثقافة التحفيز بدلًا من التهويل

جيلنا ليس ضعيفًا… لكنه حساس ويحتاج من يفهمه

أبناء اليوم ليسوا أقل ذكاءً ولا قدرة من الأجيال السابقة، لكنهم أكثر تأثرًا بالكلمة وأشد حساسية تجاه الضغط النفسي. ومن يملك القدرة على كسر الطالب بكلمة، يملك أيضًا القدرة على بنائه بكلمة.

وفي الختام…

الثانوية العامة ليست بعبعًا، ولكن بعض الأساليب الخاطئة حولتها إلى ذلك

أخبار شبيهة

أضف تعليق