ُعد الكمون من أقدم التوابل التي عرفها الإنسان، واحتل مكانة خاصة في الموروث الشعبي المصري والعربي، حيث ارتبط تناوله على الريق بعادات غذائية شائعة تهدف إلى تحسين صحة الجهاز الهضمي والشعور بالراحة العامة.
ويشير مختصون في التغذية إلى أن الكمون يحتوي على مركبات طبيعية تساعد على تنشيط إفراز الإنزيمات الهاضمة، ما قد يسهم في تقليل الشعور بالانتفاخ والغازات، وتحسين عملية الهضم، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المعدة البسيطة.
كما يُعرف الكمون بخصائصه المضادة للأكسدة، واحتوائه على عناصر غذائية مثل الحديد وبعض الفيتامينات، وهو ما جعله حاضرًا في وصفات الطب الشعبي عبر الأجيال، سواء بإضافته إلى الطعام أو بتناوله منقوعًا أو مغليًا في الصباح.
ورغم شيوع هذه العادة، يؤكد الأطباء أن فوائد الكمون تظل داعمًا غذائيًا لا بديلاً عن العلاج الطبي، مشددين على أهمية الاعتدال في تناوله، خاصة لمرضى القولون العصبي أو من يعانون من مشكلات مزمنة في الجهاز الهضمي، مع ضرورة استشارة الطبيب في حال ظهور أي أعراض غير معتادة.
ويبقى الكمون مثالًا واضحًا على تلاقي التراث الشعبي مع الاهتمام الحديث بنمط الحياة الصحي، حيث تحافظ بعض العادات القديمة على حضورها، مدعومة بتفسيرات علمية متزنة بعيدًا عن المبالغة أو الادعاءات غير المثبتة
