كلمة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس قبرص ورئيس وزراء اليونان
كلمة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس قبرص ورئيس وزراء اليونان
كتبت - ساره منصور علام
فخامة الرئيس/ نيكوس أَناستاسيادِس رئيس جمهورية قبرص
دولة رئيس الوزراء/ كيرياكوس ميتسوتاكس رئيس وزراء جمهورية اليونان
السيدات والسادة الحضور
إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم اليوم في بلدكم الثاني مصر ضمن أعمال الدورة السابعة لقمة التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان وهي القمة الثالثة التي تستضيفها مصر منذ تدشين هذه المبادرة بالقاهرة في نوفمبر 2014
ويطيب لي بداية أن أتوجه برسالة ترحيب وتهنئة إلى دولة رئيس وزراء جمهورية اليونان في ضوء مشاركة سيادته الأولى في أعمال آلية التعاون الثلاثي التي تمثل فرصة حقيقية لتبادل وجهات النظر وتنسيق الجهود تجاه التحديات والقضايا المطروحة إقليمياً ودولياً وتعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة والواعدة للتعاون في شتى المجالات
السيدات والسادة
لقد استعرضنا اليوم مختلف أوجه التعاون بين مصر وكل من قبرص واليونان وكذلك التطورات الخاصة بمشروعات التعاون الثلاثي لما لها من دور تكميلي في تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي بين دولنا الثلاث وأكدنا أهمية الاستمرار في التشاور المنتظم والتنسيق الوثيق على الصعيدين السياسي والاستراتيجي والعمل على الارتقاء بالتبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المشتركة وتكثيف التفاعلات البرلمانية والشعبية والثقافية بين دولنا كما أكدنا أهمية تعزيز التنسيق بيننا في مختلف أطر التعاون التي تجمعنا خاصة منتدى غاز شرق المتوسط
وفي هذا السياق أرحب بالتوقيع على عدد من الوثائق والبرامج التنفيذية بين مصر وقبرص واليونان في مجال الترويج للاستثمار للأعوام من 2019 إلى 2021 وكذلك التوقيع على اتفاق منع الازدواج الضريبي بين مصر وقبرص
السيدات والسادة الحضور
لقد أكدنا كذلك في اجتماعاتنا اليوم أن حالة الاضطراب التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط تمثل تهديداً للفرص المتاحة أمام دول الإقليم وتحرم شعوبها من أهم حق من حقوق الإنسان وهو الحق في الحياة الآمنة فضلاً عن تعطيل تلك الشعوب عن اللحاق بركب التقدم والتنمية وخلق أزمات جديدة في مجتمعاتهم وتصدير تبعاتها إلى خارج المنطقة مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية وما يرتبط بها من جريمة منظمة وإتجار بالبشر
وجددنا تأكيد أن الإرهاب ظاهرة دولية لا يمكن الربط بينها وبين دين أو حضارة وتحتاج إلى مضاعفة الجهود الدولية المبذولة لمواجهتها خاصة صياغة تشريعات دولية ملزمة لمواجهة الآلة الدعائية للإرهاب وقطع الطريق أمام الجماعات المتطرفة لاستغلال التكنولوجيات الحديثة ومنها منصات التواصل الاجتماعي لنشر أفكارها وتجنيد عناصر جديدة من الشباب وتجريم ما توفره بعض الدول من دعم مادي وبشري للأعمال الإرهابية والسماح بعبور ونقل المقاتلين الأجانب عبر أراضيها لتهديد أمن واستقرار الدول الأخرى وتوفير حواضن آمنة ونوافذ إعلامية لتلك الجماعات
وتناولنا أيضا قضية الهجرة غير الشرعية وما يرتبط بها من مسببات ونتائج وكذلك سبل معالجتها أخذاً في الاعتبار الفروق الديموغرافية بين شعوب المنطقة واحتياجات سوق العمل الأوروبية والتي قد تكون أساساً لاحتواء الآثار السلبية للهجرة غير الشرعية بشكل يعود بالنفع على كل الأطراف وأكدنا أهمية عدم تسييس قضايا اللاجئين والمتاجرة بآلامهم أو استخدامهم كأوراق ضغط لتحقيق مكاسب ضيقة كما أكدنا أن التوصل إلى حل سياسي شامل في ليبيا هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار بها وضرورة المعالجة الشاملة لجذور الأزمة الليبية عبر الالتزام بتطبيق عناصر خطة الأمم المتحدة التي اعتمدها مجلس الأمن نهاية عام 2017 وتوحيد مؤسسات الدولة الليبية وتحقيق الرقابة البرلمانية على القرار السياسي والاقتصادي الليبي بالإضافة إلى المواجهة الحاسمة للتدخلات الخارجية الرامية لاستمرار عدم الاستقرار في ليبيا عبر دعم الميليشيات الإرهابية بها
وناقشنا المستجدات على الساحة السورية وأكدنا دعمنا لجهود المبعوث الأممي لسوريا والحاجة الملحة لاستئناف الحوار بين كافة أطراف الأزمة السورية تحت مظلة الأمم المتحدة في أقرب فرصة ممكنة وصولاً للتسوية السياسية المنشودة وأكدنا رفضنا التام لمحاولات استخدام القوة واستقطاع جزء من الأراضي السورية وفرض أمر واقع جديد في المنطقة فيما يُعد انتهاكاً للأعراف والقوانين الدولية
واتصالاً بالقضية الفلسطينية والتي لا تزال بوصلة القضايا في الشرق الأوسط فقد أكدنا أنه لا بديل عن استعادة الشعب الفلسطيني لجميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها الحق في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية
كما تناولت محادثاتنا تفصيلاً التطورات في منطقة شرق المتوسط وما تشهده من توتر وتصعيد في المواقف قد ينتج عنه استقطاب دولي وإقليمي وذلك بسبب الممارسات أحادية الجانب التي من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة ككل والإضرار بمصالح دول الإقليم وأكدنا أن تحقيق الأمن والاستقرار يمثل أولوية استراتيجية بالنسبة لنا جميعاً تستدعي التكاتف من أجل الحفاظ عليها وتأمينها وبدونه لا يمكن أن نجني ثمار آلية التعاون الثلاثي وجددنا دعمنا في هذا السياق للجهود التي تقوم بها الحكومة القبرصية من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية القبرصية استناداً إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة
كما تناولنا الدور الذى يمكن أن تلعبه آلية التعاون الثلاثي في تحقيق قدر أكبر من التقارب بين الدول العربية والدول الإفريقية من جانب ودول الاتحاد الأوروبي من جانب آخر خاصة بعد النجاح الذي حققته القمة العربية الأوروبية الأولي بمدينة السلام "شرم الشيخ" في فبراير 2019 ومع قرب موعد انعقاد الدورة الرابعة من قمة الاتحاد الأوروبي- العالم العربي المقرر انعقادها في أثينا يومي 29 و30 أكتوبر 2019 وفي ضوء بدء تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية والأهمية التي توليها مصر للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والتي تجعل منها بوابة عبور لكثير من المنتجات العالمية للنفاذ إلى السوق الأفريقي بقدرات تنافسية عالية إذا ما حصلت على شهادة المنشأ
ولا يسعني في نهاية كلمتي إلا أن أتقدم لكما بخالص الشكر على الدور المحوري والبصيرة النافذة والإقتناع الصادق بأهمية الارتقاء بآلية التعاون الثلاثي والانطلاق بها إلى آفاق أوسع في إطار من الاعتدال والانفتاح والحرص المتبادل على تعزيز دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة .

التعليقات

أخبار شبيهة

بحث

مساحة اعلانية

آخر الصور

مساحة اعلانية