شم النسيم.. حكاية العيد الأقدم الذي أجمع عليه المصريون
شم النسيم.. حكاية العيد الأقدم الذي أجمع عليه المصريون
كتب حسن امام/ بالفسيخ والرنجة والبصل"، يحتفل المصريون بواحد من أهم أعيادهم التاريخية، وهو شم النسيم أو عيد الربيع، والذي يوافق الإثنين 17 أبريل الجاري، ويتخذ طابعا أقرب للمهرجان الشعبي المتنوع، ويشترك المصريون بمختلف أديانهم وطبقاتهم الاجتماعية الاحتفال بطقوس عيد الربيع، بداية من تلوين البيض، وتناول الأسماك المملحة في سياقات اجتماعية مرحة كالخروج إلى المتنزهات وعلى ضفاف النيل، أو جمع شمل الأسرة في المنزل تاريخ شم النسيم وتمتد جذور الاحتفال بشم النسيم إلى مواريث فرعونية في احتفال ارتبط ببعث الحياة والاستمتاع بجمال الطبيعة في الربيع، فيعود تاريخ الاحتفال بشم النسيم إلى ما يقرب 5 آلاف عام مضت، أي إلى عهد الأسرة الفرعونية الثالثة، ويعتبر أقدم عيد غير ديني في العالم، ويرجح بعض المؤرخين أن شم النسيم يعود لأقدم من ذلك حيث كان يتم الاحتفال به في هليوبوليس الفرعونية. "اقض يومًا سعيدًا، وضع البخور والزيت الفاخر معا من أجل أنفك، وضع أكاليل اللوتس والزهور على صدرك، بينما زوجتك الرقيقة في قلبك جالسة إلى جوارك. فلتكن الأغاني والرقص أمامك، واطرح الهموم خلفك. لا تتذكر سوى الفرح، إلى أن يحلّ يوم الرسو في الأرض التي تحب الصمت." هكذا جاء وصف يوم شم النسيم عند القدماء المصريين في مقتطف يطلق عليه "أناشيد الضارب على الجنك"، نقلا عن الترجمة الفرنسية التي قدمتها العالمة "كلير لالويت"، أستاذة الأدب المصري القديم بجامعة باريس.أصل كلمة "شم النسيم" وكلمة شم النسيم هي تحريف لكلمة "شمو" في اللغة الهيروغليفية القديمة، والتي ارتبطت عند المصريين القدماء بتاريخ خلق الأرض، حيث كان القدماء المصريون يعتقدون أن شم النسيم هو أيام الزمان وبداية الخلق، وبمرور الوقت تحورت كلمة شمو إلى كلمة شم، ثم شم النسيم لارتباط فصل الربيع باعتدال الجو وتفتح الزهور. مظاهر الاحتفال بـ"شم النسيم" قديما كان الاحتفال بشم النسيم يبدأ مع الاعتدال الربيعي في الحادي والعشرين من مارس، أي مع بداية فصل الربيع، واعتاد المصريون القدماء أن يجتمعوا كل عام في هذا اليوم عند الهرم الأكبر لمشاهدة غروب الشمس، وتربعها على قمة الهرم في منظر مهيب يتكرر إلى يومنا هذا، فبسبب تعامد الشمس على خط الاستواء تميل بالتدريج عند غروبها حتى تتربع قبل الغروب بدقائق عند قمة الهرم الأكبر، بعد ذلك يبدأ شعاع الشمس في اختراق الهرم تدريجيا، حتى يبدو أنه يقسمه لشطرين متساويين. ويستمر الانقسام حتى غروب الشمس؛ حيث تسقط أشعة الشمس على الجانب الجنوبي للهرم، فيبدو وكأنه هرمان متطابقان، ومازالت هذه الظاهرة تحدث حتى اليوم مع كل اعتدال ربيعي، فيبدو كأن الهرم ينشطر قبل غروبها في السادسة مساء الحادي والعشرين من مارس. وتوصل العالم الفلكي والرياضي البريطاني بركتور إلى رصد هذه الظاهرة، وتمكن من تصوير لحظة انشطار واجهة الهرم في عام 1920، كما استطاع العالم الفرنسي أندريه بوشان في عام 1934 م، تسجيل تلك الظاهرة المثيرة باستخدام الأشعة تحت الحمراء بدأ الاحتفال بأكل البيض كأحد الشعائر المقدسة التي ترمز لعيد الخلق، أو عيد شم النسيم عند الفراعنة. أما فكرة نقش البيض وزخرفته، فقد ارتبطت بعقيدة قديمة أيضاً؛ إذ كان الفراعنة ينقشون على البيض الدعوات والأمنيات ويجمعونه أو يعلقونه في أشجار الحدائق حتى تتلقى بركات نور الإله عند شروقه بحسب زعمهم، فيحقق دعاءهم ويبدأوا العيد بتبادل التحية "بدقة البيض"، وهي العادات التي ما زال أكثرها متوارثاً إلى الآن.

التعليقات

أخبار شبيهة

بحث

مساحة اعلانية

آخر الصور

مساحة اعلانية