حنظلة لم يمت!" ناجي العلي الحاضر الغائب.
حنظلة لم يمت!"  ناجي العلي الحاضر الغائب.

كتب أحمد راغب

أحد أشهر رسامي الكاريكاتير الفلسطينيين، والأب الروحي لواحد من رموز القضية "الحق الفلسطيني" حنظلة.

ناجي العلي، وُلِدَ في عام ١٩٣٧م في قرية الشجرة، في الجليل، في فلسطين، وهُجِّرَ مع عائلته إثر نكبة ١٩٤٨م إلى مخيم "عين الحلوة" في لبنان.
درس الإبتدائية في المخيم، ثم تعلم بمدرسة مهنية اختصاص ميكانيك سيارات، قبل أن يلتحق بالأكاديمية اللبنانية لدراسة الرسم عام ١٩٦٠م؛ حيثُ درس فيها عامًا واحدًا.

خلال سنوات طفولته وشبابه كان يرسم على حيطان المخيم عن ظروفه في المخيم وعن وطنه الذي هُجِّرَ منه.

وفي لقاءٍ له في برنامجٍ في تلفزيون الكويت قالَ عن ذلك:
"حسيت أنه أنا قعدت عشرين سنة بالمخيم، ما واحد اِلتفَتْ إِلِيْ، بصدق يعني . . مش أنا كناجي!.. أنا كإنسان فلسطيني ... عانيت عانيت.. عانيت كتير .، كنا نشوف وكالة هيئة الأمم.. بكل ذُل تتناول كَرْتْ الإعاشة ..هاي هويتنا، كانت الإنسانية ...".

الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، كان أول من نشر له أعماله في مجلة" الحرية" الفلسطينية عام ١٩٦١م. سافرَ بعدها إلى الكويت؛ حيثُ عمل في مجلة"الطليعة" الكويتية، وبدأ بنشر رسوماته فيها.

ثم عمل في جريدة "السياسة" الكويتية منذ عام ١٩٦٩م إلى عام ١٩٧٤م. خلال سنوات عمله في الجريدة، رسمَ (حنظلة) للمرةِ الأولى عام ١٩٦٩م؛ ليُعبِّر عن اللاجئين الفلسطينيين، وفي نفس اللقاء التلفزيوني على التلفزيون الكويتي قال عن شخصية حنظلة: "هذا أنا".

- ناجي العلي كان قد وصف أيضًا رسم حنظلة حسب قوله: " شخصية هذا الطفل الصغير الحافي، هي رمز لطفولتي. أنا تركت فلسطين في هذا السن وما زلت فيها. تفاصيل هذه المرحلة لا تغيب عن ذاكرتي، وأشعر أنني أذكر وأعرف كل عُشبة وكل حجر وكل بيت وكل شجرة مرت عليَّ في فلسطين وأنا طفل".

يقال: أنه ذات مرة إحتجّت السفارة الأميركية في الكويت على رسومات الرسام الفلسطيني "ناجي العلي" حيث إعتبرتها (معادية) فقيل له :"خفِّف يبوخالد شوية ولا تجيب إسم أميركا الله يهداك" .
فكان رد ناجي في اليوم التالي هذا

اشتُهِرَ رسم حنظلة بشكلٍ واسع، وأصبح لاحقًا توقيع ناجي العلي على رسوماته، كما أصبح رمزًا لـ" الحق الفلسطيني" (القضية الفلسطينية) وإحدى أيقوناتها.

محطة ناجي العلي التالية كانت مع جريدة "السفير" اللبنانية عام ١٩٧٤م. وفي عام ١٩٧٩م اِنتُخِبَ رئيسًا لرابطة الكاريكاتير العربي، إضافةً إلى كونه عضوًا مؤسسًا في الإتحاد العام للفنانين التشكليين الفلسطينيين، وعضوًا في الأمانة العامة للإتحاد العام للكُتَّاب والصحافيين الفلسطينيين.

عمل ناجي العلي في جريدة "القبس" الكويتية من عام ١٩٨٣م حتى عام ١٩٨٥م، قبل أن ينتقل إلى لندن ويعمل بـ "القبس الدولي" حتى استشهاده.

وفي يوم مثل هذا اليوم توفي الفنان الفلسطيني ناجي العلي بعد حوالي شهر من إصابته بطلق ناري في الرأس في لندن أمام مقر عمله في لندن عام ١٩٨٧م، والقاتل ما يزال مجهولًا، تاركًا وراءهُ إرثًا كبيرًا من الرسوم الساخرة، يزيد عددها عن ٤٠ ألف رسم.

جديرٌ بالذكر نيله عدة جوائز منها، جائزة "قلم الحرية الذهبي" عام ١٩٨٨م؛وكان أول رسّامٍ عربي يحصل عليها.

ارقُد في سلامٍ يا صاحب السلام..
ارقُد في سلام يا أبى خالد..
ارقُد في سلام أيها الناجي العلي.


التعليقات

أخبار شبيهة

بحث

مساحة اعلانية

آخر الصور

أخبار متميزة

كارتيون يكشف قائمة الزمالك لمواجهة الأهلي في مباراة القمة

الجزائريون يشيعون جثمان الرئيس الراحل إلى مثواه الأخير بمقبرة "العالية" وسط تعزيزات أمن

الإسكان تقرر إعفاء أصحاب الوحدات والمحلات وقطع الأراضى من غرامات التأخير

السفير البريطاني: مصر بلد الفرص الواعدة وسوق كبيرة جاذبة للاستثمار وموقع جغرافي متميز

تعرف على موعد حفل عزيز مرقة في ساقية الصاوي

ملتقى بناة مصر ينطلق خلال أيام

تنسيقية الأحزاب تدعو للمشاركة فى انتخابات النواب: خطوة ضرورية لاستكمال الإصلاحات

الكهرباء: استقرار الأوضاع على مستوى المحطات التابعه للمصلحة

"الهجرة" تواصل التوعية المجتمعية "عن بُعد" بالمحافظات الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية  السفيرة نبيلة مكرم: حريصون على مواصلة الأنشطة التوعوية للحد من مخاطر الهجرة غير الشرعية

105 أعوام على ميلاده .. مختارات من أوراق عبدالناص

مساحة اعلانية