تحوّل مشوار قصير لشراء مستلزمات بسيطة إلى مأساة في قلب إمبابة، بعدما لقي شاب في السادسة عشرة من عمره مصرعه بطعنة غادرة بمقص، سددها إليه حلاق في مشاجرة وقعت فجراً بطريق بشتيل.
في الساعات الأولى من فجر الخميس 18 سبتمبر الجاري، خرج الشاب علي حسين (16 عامًا) من منزله بحي إمبابة، بعدما طلب من والدته إعداد قطعة كيك له، وتوجّه إلى أحد المحال القريبة لشراء مستلزمات لإعدادها.
لم تمر سوى دقائق حتى تلقت والدته اتصالًا صادمًا من أحد أصدقائه، يخبرها بأن علي قد أُصيب ويُنقل في حالة حرجة إلى المستشفى، بعد أن وُجد غارقًا في دمائه بطريق بشتيل، بالقرب من ميدان الشجرة.
وبحسب تقرير أولي صادر عن المستشفى، أُصيب المجني عليه بطعنة نافذة في الصدر تسببت في ثقب بالرئة، ليلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرًا بجراحه بعد محاولات لإنقاذه.
«آه يا علي.. ابني كان طيب وراح ضحية غدر».. بهذه الكلمات عبّرت والدة المجني عليه عن حزنها العميق في حديثها لـ"بوابة الأهرام"، وقالت: «علي كان محبوبًا من الجميع، خلوق، ويساعد الناس. يوم الحادث قالي نفسي آكل كيكة، ونزل يجيب حاجة من السوبر ماركت، واتصلوا بيا بعدها بلحظات قالولي إنه مصاب وبينزف.. جريت على المكان لقيته واقع وسط دمّه».
وأضافت الأم المكلومة «ابني مالوش في المشاكل، راح ضحية غدر، مش عايزة غير حقه، وربنا كبير وهياخدلي حقه بالقانون».
من جهته، كشف يوسف أحمد، صديق علي، عن خلفية الحادث، موضحًا أن مشادة سابقة وقعت قبل أيام بين المجني عليه والمتهم، لكن تم احتواؤها سريعًا، ولم يتوقع أحد أن تتطور الأمور إلى جريمة قتل، وقال: «كنا مع بعض من سنين.. يوم الحادث نزل علي الساعة 3 الفجر يشتري حاجة من السوبر ماركت، وهناك قابل المتهم، وبدأت مشاجرة جديدة، اتفضّت في البداية، لكن المتهم رجع بعدها ومعاه مقص، وطعن علي غدر وهو واقف لوحده».
وأضاف «شفت علي وهو بيقع.. كان خلاص بيفارق الحياة.. كان دايمًا بيهزر، وبيحب الناس.. حقه لازم يرجع وإحنا مش عايزين غير حقه».
عقب وقوع الحادث، تحركت قوات مباحث قسم شرطة المنيرة الغربية بقيادة المقدم عصام الشناوي، وتمكنت من ضبط المتهم، الذي يعمل حلاقًا ويُقيم في المنطقة ذاتها، وتم اقتياده إلى ديوان القسم.
باشرت النيابة العامة التحقيقات، وأصدرت عددًا من القرارات العاجلة، منها تشريح جثمان علي لبيان سبب الوفاة وإعداد تقرير الصفة التشريحية وكلفت المباحث الجنائية بسرعة تحرياتها حول الواقعة، وأمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، كما أمرت بتفريغ كاميرات المراقبة، واستدعاء عدد من شهود العيان لسماع أقوالهم حول الواقعة وملابساتها.