علي مدار 12 عاما، اجتمعت تلك الأسرة، لتدور بينها دراما حزينة؛ انتهت بآثار تعذيب ظهرت بوضوح على وجه وجسد الطفلة "ياسمين" الضحية الثالثة لرب الأسرة متعاطي "الكيف"، والذي ظهرت علامات تحوله بعد فترة قصيرة من زواجه بطليقته الحالية، والتي خرجت من البيت، ليتسلم الأب "القاتل" زمام الأحداث وتنتهي بموت "ياسمين".

داخل حارة صغيرة بشارع عرابي الكائن بمنطقة عين شمس، وقعت تلك الجريمة الأسرية التي تجرأ فيها الأب بالتحرش والاعتداء وتعذيب ابنته الصغيرة، حتى فارقت الحياة، لتظل ملازمةً الفراش يومين، حتى كشفت شقيقتها "التوأم" موتها جراء حفلة التعذيب التي قام بها والدها.

انتقل محررا "بوابة الأهرام" للوقوف على تفاصيل تلك الجريمة؛ من حديث شهود العيان، ومكتشف الجريمة، والجيران، وتصوير مسرح الجريمة.

شقة الدور السادس.

"الحكاية بدأت منذ أن دخل الجاني وزوجته شقة الدور السادس لتبدأ الأحداث سريعة بمشادات كلامية بين الطرفين، تتحول إلى مشاجرة يتدخل فيها الأهالي، وبعد فترة من الصلح تندلع شرارة الخناق مرة أخرى".. هكذا بدأ "أبو عمر" شاهد العيان، وقريب الجاني، سرد أحداث جريمة قتل "ياسمين" على يد والدها بعد تعديه عليها وتعذيبها لفترة تجاوزت الـ7 ساعات.

وأضاف: "طوال 12 عاما عاشها الجاني وزوجته امتلأت بالمشاجرات والمشادات، تعدى خلالها الجاني على زوجته بالضرب وأحدث الضرر بها العديد من المرات، والتي على أثرها دخلت إلى المستشفى لتلقي العلاج".

الطلاق وديون الزوجة
"لم تتحمل الزوجة ما يفعله الجاني بها، وبالتعدي على أطفاله الثلاث (الابن والتوأم) والذي كان سبب استمرار الزوجة في المحاربة داخل ساحة المحكمة، من أجل الخلاص من الجاني، ليكون النجاح حليفها، وتحصل على الطلاق، وتستقر بأطفالها الثلاثة داخل شقة الدور السادس، وتبدأ حياة جديدة بصحبة أطفالها، بعدما قرر الأب التنحي عن مسئولياته والإنفاق عليهم، مدة تجاوزت العامين"، هكذا أمسكت جارة المجني عليها طرف الحديث.

هروب الابن

عاود "أبو عمر" حديثه مكملًا: "في أقل من سنتين عاش خلالها الأطفال مع الأب، داخل الشقة التي دارت بين حوائطها أحداث الجريمة، فبعد شهور قام خلالها الأب بالتعدي على نجله وشقيقتيه، قرر الابن اتخاذ القرار، والهرب بعيدًا عن البيت وعن والده، والعمل داخل فرن عيش بالنهار، والنوم داخله آخر الليل، لتمر الأيام دون معرفة أي شئ عن شقيقتيه ليأتيه خبر موت (ياسمين)".

وأضاف أن الابن هرول مسرعا إلى المستشفي محاولًا مشاهدة "ياسمين" لآخر مرة، موضحا أن سلوك الابن بالهروب من الشقة، جعل الأب في الشك بابنتيه، وأقنع نفسه أنهما ربما ستحاولان الهرب، ليبدأ في التعدي عليهما بالضرب، وحبسهما داخل الشقة وقت غيابه عن البيت، بعدما قرر منعهما من الذهاب إلى المدرسة واستكمال مراحل تعليمهما.

اليوم الثاني للواقعة
وأضاف شاهد العيان ومكتشف الواقعة "أبوعمر": "يوم اكتشاف الواقعة سمعنا صراخ شقيقة المجني عليها (التوأم)، وبعد صعودي إلى الدور السادس، قالت شقيقة المجني عليها: "أختي مبتردش عليا"، متابعا: "عندما دخلت غرفة نوم ياسمين، وجدتها نائمة على السرير، ويبدو على وجهها آثار ضرب وتعذيب، كما يوجد آثار توثيقها حول يديها من جراء ربطها بالحبل، فطلبت النجدة".

توأم القتيلة تحكي

وأكمل "أبو عمر"، حديثه: "سألت أخت المجني عليها إيه اللي حصل؟".. لترد قائلة: "أبويا ربطها وضربها حتى فقدت الوعي، وبعدها فكها ودخلها الأوضة وغطاها على السرير، وقالي (أختك نايمة.. لو دخلتي عليها هعمل فيكي زي معملت فيها)، ونزل وطلع بعد فترة دخل نام، وتاني يوم نزل الشغل وطلع، ونزل تاني، ودخلت أشوف أختي بحركها مبتردش عليا، ولقيت جسمها كله بارد ومزرق".