من طيبة لقاهرة المعز والعاصمة الإدارية.. 22 عاصمة تاريخية لأم الدنيا علي مر العصـور
من طيبة لقاهرة المعز والعاصمة الإدارية.. 22 عاصمة تاريخية لأم الدنيا علي مر العصـور

يتمثل مفهوم العاصمة سياسياً في المدينة التي تتركز فيها مقرات السلطة في الدولة، كما يوجد بها مقرات الوزارات وعادة مقر إقامة رئيس أو ملك أو حاكم الدولة عامة، فضلا عن سفارات الدول الأجنبية في أغلب الأحيان، وإجمالاً فقد وصل عدد عواصم مصر عبر العصور إلى ٢٢مدينة، على مدار 22 فترة تاريخية، وقد كانت مدينة طيبة بالأقصر عاصمة البلاد لـ 3 مرات

بدوره يقول الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار لـ"بوابة الأهرام"، إن مدينتي صان الحجر والفسطاط كانتا عاصمة لمصر مرتين، أما مدينة الطينة فقد أصبحت عاصمة البلاد من عام 2950 ق.م وحتى عام 2895 ق.م، واسمها المصري ” Tnou ” و الروماني “Tinis ” و المصري “الطينة ” . وهي مسقط رأس الملك مينا، وكانت عاصمة مصر قبل توحيد القطرين، واسم بربا فرعونيا منقسم لـ “بر” بمعنى “البيت” و “با” بمعنى “الروح” فصار اسمها بيت الروح أي القبر، وتقع حالياً في مدينة “البربا” بمركز “جرجا” في محافظة سوهاج.

وكانت منف هي العاصمة الثانية من عام 2895 ق.م. حتى عام 2360 ق.م، وتعتبر منف من أقدم العواصم المصرية التي اختارها الملك مينا بعد توحيد القطرين، وظلت عاصمة لمصر منذ الأسرة الأولى 2895 ق.م حتى الأسرة الثامنة 2360 ق.م كان اسمها الفرعوني “انب – حج” بمعنى الجدار الأبيض، ثم صار اسمها “من – نفر” بمعنى “ثابت وجميل” وسميت “ميت – رهنت” أي “طريق الكباش” ، ثم سُميت “ممفيس” أيام اليونان ، و “منف” أيام الرومان العرب وتقع حالياً في ميت رهينة في البدرشين بالقرب من الجيزة.

ويوضح شاكر، أن إهناسيا من عام 2360 ق.م. حتى عام 2160 ق.م صارت عاصمة لمصر بعد ثورة الوجه البحري ضد الطبقات الأرستقراطية في الصعيد، وكانت عاصمة مصر خلال حكمي الأسرتين التاسعة والعاشرة من عام 2360 ق.م. حتى عام 2160 ق.م، كان اسمها الفرعوني “نن – نسو” ، ثم صار اسمها ” حت – نن – نسو”، وبعدها حولها الإغريق إلى “هرقليوبوليس” ، ومع العصر الروماني صار اسمها “إهنس” لتكون عربياً تحت اسم “إهناسيا” وتقع حالياً في محافظة بني سويف ، ثم طيبة الأولى من عام 2160 ق.م. حتى عام 1715 ق.م، وكانت طيبة عاصمة لمصر 3 مرات ، الأولى في عهد حكم الأسرة الحادية عشر والثانية عشر والثالثة عشر من عام 2160 ق.م. حتى عام 1715 ق.م، وكان اسمها الفرعوني “تا – إبت” أي “الحرم” و “المكان المقدس” ، ثم صار اسمها عند الإغريق “تيباي” ، ليرجعها العرب لاسمها القديم “طيبة” وتقع حالياً في الأقصر

صارت خاسوت من عام 1715 ق.م. حتى عام 1660 ق.م عاصمة مصر أيام حكم الأسرة الرابعة عشر ، كان اسمها الفرعوني “خاسو ، أما في عصر الرومان كان اسمها “أكسوريس” وفي العصر المسيحي “سخوى” ، وأصحبت مع حكم العرب تحت اسم “سخا” وتقع حالياً جنوب كفر الشيخ، ثم أواريس من عام 1660 ق.م. حتى عام 1580 ق.م كانت عاصمة مصر أثناء الاحتلال الهكسوسي في عهدي الأسرتين الـ 15 و الـ 16 من عام 1660 ق.م. حتى عام 1580 ق.م، وعُرف اسمها عند الفراعنة باسم “بر – إمن ” أي بيت الإله آمون ثم عرفت باسم أواريس، وهناك من يسميها أفاريس، أما العرب فأطلقوا عليها “فرما”، وتقع حالياً في قرية بالوظة، قسم الرومانة، محافظة شمال سيناء.

تحولت العاصمة لطيبة الثانية من عام 1580 ق.م. حتى عام 1353 ق.م و كانت المرة الثانية لجعل طيبة عاصمة مصر بعد تمكن أحمس من طرد الهكسوس، وظلت عاصمة لمصر أيام حكم الأسرة السابعة عشر، وكان اسمها الفرعوني “تا – إبت” أي “الحرم” و “المكان المقدس” ثم صار اسمها عند الإغريق “تيباي” ، ليرجعها العرب لاسمها القديم “طيبة” وتقع حالياً في الأقصر، ثم انتقلت العاصمة لتل العمارنة من عام 1353 ق.م. حتى عام 1332 ق.م كانت عاصمة لمصر أيام حكم الأسرة الثامنة عشر، وبناها أخناتون وسميت في العصر الفرعوني بـ “أخيتاتون”، وقد بناها اخناتون من أجل الإله آتون المرموز له بقرص الشمس، لكن كهنة آمون تمكنوا من القضاء على دعوة أخناتون وإرجاع العاصمة إلى طيبة، وتقع أخيتاتون حالياً في بني عمران مركز دير مواس بمحافظة المنيا.

صارت طيبة عاصمة لمصر من عام 1332 ق.م. حتى عام 1090 ق.م كانت المرة الثالثة لعودة العاصمة إلى طيبة من الأسرة الثامنة عشر حتى الأسرة العشرين.

ويضيف مجدي شاكر، أن هذه الفترة تعتبر هي أزهى وأعرق فترات طيبة كان اسمها الفرعوني “تا – إبت” أي “الحرم” و “المكان المقدس” ثم صار اسمها عند الإغريق “تيباي” ، ليرجعها العرب لاسمها القديم “طيبة” وتقع حالياً في الأقصر، مؤكدًا علي أن العاصمة انتقلت لصان الحجر الأولى من عام 1090 ق.م حتى عام 945 ق.م.

وكانت “صان الحجر الأولى” هي عاصمة مصر في عهد الأسرة الحادية والعشرين، وكان غرض اختيار هذه المدينة من أجل السيطرة على البحر المتوسط كان اسمها أيام الفراعنة “جعن” ثم “سبات – محت” ، ثم سماها الرومان باسم “تانيس” ، وسماها العرب باسم “صان” نسبة إلى ما جاء ذكرها في اللغة القبطية والتوارة القديمة باسم “صوعن”، وأضيف لها “الحجر” نظراً لكمية الأحجار الفرعونية فيها، وتقع حالياً صان الحجر في منطقة الحسينية بمحافظة الشرقية.

انتقلت العاصمة لتل بسطة من عام 945 ق.م. حتى عام 730 ق.م، وكانت عاصمة مصر في عهد الأسرتين 22 و 23 من عام 945 ق.م حتى عام 730 ق.م، وتم اختيارها من أجل الإله باستت، وسميت باسم “باست”، وفي عصر الرومان باسم “بوباسطس”، وسماها العرب باسم “بسطة” وتقع حاليا في الزقازيق بمحافظة الشرقية، ثم انتقلت لصان الحجر من عام 730 ق.م حتى عام 716 ق.م، وكانت عاصمة مصر في عهد الأسرة الرابعة والعشرين واسمها الفرعوني “حت – نيت” أي قصر الإله نيت ، ثم سماها الرومان باسم سايس وأطلق عليها العرب اسم “صا” وتقع حاليا في مركز بسيون محافظة الغربية، ثم انتقلت العاصمة إلي نباتا النوبية من عام 716 ق.م. حتى عام 663 ق.م، وكانت نباتا عاصمة مصر في عصر الأسرة الخامسة والعشرين، وكانت تقع في بلاد النوبةـ ولم يبقى لها أثر حيث هدمت سنة 24 قبل الميلاد ومكانها حالياً سفح جبل البركة في السودان

انتقلت العاصمة لصان الحجر الثانية من عام 663 ق.م. حتى عام 525 ق.م، ويوضح مجدي شاكر، أن مدينة صان الحجر الثالثة كانت عاصمة مصر منذ حكم الأسرة السادسة والعشرين حتى الأسرة الثامنة والعشرين، والذين اختاروا من موضع صان الحجر الأولى مكانُا لعاصمتهم ، ثم صان الحجر الثانية من عام 663 ق.م. حتى عام 525 ق.م، وكانت صان الحجر الثالثة عاصمة مصر منذ حكم الأسرة السادسة والعشرين حتى الأسرة الثامنة والعشرين، والذين اختاروا من موضع صان الحجر الأولى مكانًا لعاصمتهم، واشتهرت في تلك الفترة هذه المدينة بوفرة الأطباء فيها، وتقع حالياً صان الحجر في منطقة الحسينية بمحافظة الشرقية، ثم انتقلت العاصمة إلي منديس من عام 398 ق.م. حتى عام 379 ق.م، وقد كانت عاصمة مصر في عصر الأسرة التاسعة والعشرين، ويتكون اسمها الحالى من اسمى مدينتين قديمتين كانتا منفصلتين وهما أطلال مدينة “تيموس” الفرعونية وهي تعرف حاليا باسم تل عبد الله بن سلام وأطلال مدينة “منديس” وتعرف حاليا باسم تل الربع ومكانها حاليا قرية تمي مركز تمى الإمديد محافظة الدقهلية، ثم تحولت إلي سمنود من عام 379 ق.م. حتى عام 341 ق.م كانت عاصمة مصر في آخر أسرة في العصر الفرعوني، وهي الأسرة الثلاثين وكان اسمها الفرعوني “ثب – نتر ” بمعنى الأرض المقدسة وسماها الرومان باسم “سبينتوس”، وأطلق عليها الأقباط اسم “سمنوت” وجعلها العرب باسم “سمنود” ومكانها حالياً مدينة سمنود في محافظة الغربية.

صارت الإسكندرية عاصمة لمصر من عام 332 ق.م. حتى عام 641 م، وقد كانت قرية صغيرة تدعى “راكتوس” أو “راقودة” يحيط بها قرى صغيرة عد دخول الإسكندر الأكبر مصر وطرده للفرس منها، استقبله المصريون بالترحاب نظرًا للقسوة التي كانوا يُعاملون بها تحت الاحتلال الفارسي، ومن أجل إثبات أنه ليس غازيًا مثل الفرس توجه إلى زيارة معبد آمون وفي طريقه إلى المعبد مرّ بقرية للصيادين كانت تُسمى “راقودة” فأعجب بالمكان، وقرر أن يبني مدينة تحمل اسمه لتكون نقطة وصل بين مصر واليونان، وهي مدينة الإسكندرية وبناها وفرغ من بناءها عام 332 قبل الميلاد، وظلت عاصمة لمصر أيام البطالمة والرومان حتى عام 641م.

وفي العصر العربي الإسلامي تحولت الفسطاط الأولى من عام 641 م / 20 هـ حتى عام 750 م / 132 هـ عاصمة لمصر، وقد بناها عمرو بن العاص عقب دخوله مصر من الإسكندرية، وتقع حالياً بمقربة من حصن بابليون على ساحل النيل في طرفه الشمالي الشرقي قبل القاهرة “الحالية” بحوالي ميلين، ويضيف مجدي شاكر، أن العصر العباسي شهد تحول العاصمة لمدينة العسكر من عام 750 م / 132 هـ حتى عام 868 م 283 هـ، وهي المدينة التي أسسها صالح بن علي أول الولاة العباسيين في مصر سنة (133 هـ – 750 م) شمال الفسطاط، وانتهى منها عام 135ه،ـ وكانت في البداية مقصورة على الجنود العباسيين، ولعل هذا السبب الذي جعل الناس يطلقون عليها العسكر، واستمر ذلك الحال حتى جاء السري بن الحكم واليًا على مصر عام 201 هـ – 816 م فأذن للناس بالبناء فتهافت الناس على البناء بالقرب من مقر الحكم، ونمت المدينة حتى اتصلت بالفسطاط.

ويضيف مجدي شاكر، أن القطائع تحولت لعاصمة لمصر من عام 868 م حتى عام 905 م، و القطائع هي المدينة التي بناها أحمد بن طولون في مصر لتكون عاصمته بدأ في تاسيسها في شعبان سنة (256هـ) وظلت عاصمة مصر ووفق تاريخ الدولة الطولونية فقد قسمت هذه المدينة إلى أحياء، كل حى منها كان يسمى قطيعة، وأفرد كل منها لعنصر من عناصر الجيش الطولونى، ويطلق عليها اسم الطائفة التي تسكنها، فكان فيها قطيعة السودان، وقطيعة الروم، وقطيعة لكل طائفة من طائفة الغلمان والموالى، وهى بمنزلة الحارات اليوم، كما جعل لأهل كل حرفة قطيعة خاصة بهم، وعرفت المدينة من أجل ذلك بالقطائع.

عادت العاصمة إلى الفسطاط مرة أخرى في العصر الإخشيدي ما بين عامي 905 م حتى عام 969 م، و الإخشيديون سلالة تركية مستعربة حكمت في مصر الشام وكان مقر حكمهم الفسطاط، ثم أصبحت القاهرة عاصمة لمصر من عام 969م وحتى الآن، وقد أنشأها القائد الفاطمي جوهر الصقلي سنة (358 هـ – 969 م) شمالي مدينة الفسطاط، وبناها في ثلاث سنوات، وأطلق عليها اسم “المنصورية” ثم جاء الخليفة المعز لدين الله الفاطمي في 7 رمضان 362هـ الموافق 11 يونيو 972م، وجعلها عاصمة لدولته، وسماها “القاهرة”، وهو اسمها الحالي.

ويمكن تقسيم القاهرة معمارياً كعاصمة إلى 3 عصور العصر الأول :- القاهرة الفاطمية – الإسلامية وكانت عاصمة مصر أيام “الفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين” كما ظلت عاصمة لمصر ومقر حاكمها بين القلعة والأزبكية، ومقرا لحكم الحملة الفرنسية أيضاً بالأزبكية، ومكانها حالياً من الدراسة حتى العتبة.

العصر الثاني :- القاهرة الخديوية، وهو الوصف الذي يطلق على القاهرة في عصر أسرة محمد علي باشا، وتحديداً في عصر الخديو إسماعيل واتسمت بالمباني التي تشبه الطراز الفرنسي ومكانها حالياً وسط القاهرة، وفيها انتقل مقر الحكم من القلعة التي كان بها محمد علي إلى قصور أحفاد محمد علي كقصر عابدين والقبة.

العصر الثالث :- القاهرة المعاصرة وهو الوصف الذي يُطلق على مصر من حكم 23 يوليو عام 1952 م.

واليوم شهدت العاصمة الإدارية الجديدة مراسم أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية رئيسًا للبلاد لولاية جديدة، لتمضي مصر على طريق بناء الجمهورية الجديدة.


التعليقات

أخبار شبيهة

بحث

مساحة اعلانية

آخر الصور

أخبار متميزة

مساحة اعلانية