على خطى الحبيب.. صلاة عيد الأضحى كما كان يؤديها النبي صلى الله عليه وسلم
على خطى الحبيب.. صلاة عيد الأضحى كما كان يؤديها النبي صلى الله عليه وسلم
صوره ارشفيه

مع حلول عيد الأضحى المبارك، تتجه أنظار المسلمين وقلوبهم نحو شعيرة عظيمة تحمل في طياتها روحانية خاصة وعبرًا عميقة: صلاة العيد. إنها ليست مجرد ركعات تؤدى، بل هي اقتداء بسنة المصطفى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جسد كل معاني الخشوع والتواضع في أدائه لهذه الشعيرة

لطالما كانت صلاة العيد، سواء الفطر أو الأضحى، مناسبة للفرح والتكبير والاجتماع. وقد حرص النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أدائها بأسلوب يرسخ قيم التوحيد والألفة بين المسلمين. فكيف كان يؤديها خير البرية؟

سنن نبوية في يوم العيد

هناك العديد من السنن المستحبة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص عليها في يوم العيد:

الإمساك عن الطعام حتى العودة من الصلاة: يستحب الإمساك عن الطعام حتى يرجع المصلي من صلاة العيد، فقد "كَانَ النَّبِيُّ ﷺ لاَ يَخْرُجُ يَوْمَ الفِطْرِ حَتَّى يَطْعَمَ، وَلاَ يَطْعَمُ يَوْمَ الأَضْحَى حَتَّى يُصَلِّيَ". أخرجه الترمذي.

التكبير المطلق: كان صلى الله عليه وسلم يحرص على التكبير المطلق الذي يبدأ من فجر يوم عرفة ويستمر حتى غروب شمس آخر أيام التشريق، حيث يصدح المسلمون بالتكبير في المساجد والأسواق والبيوت، معلنين تعظيمهم لله وشكرهم له على نعمه.

الصلاة جماعة: تُصلى صلاة العيد جماعة، وهي الصفة التي نقلها الخلف عن السلف. فإن حضر المأموم وقد سبقه الإمام بالتكبيرات أو ببعضها فلا يقضيها؛ لأنها ذكر مسنون فات محله، فلم يقضه كدعاء الاستفتاح.

رفع اليدين مع التكبير: من السنن المستحبة أن يرفع المصلي يديه مع كل تكبيرة؛ لما روي "أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ فِي الْعِيدَيْنِ".

الخروج إلى المصلى: من السنن المؤكدة الخروج إلى المصلى (المكان المخصص لصلاة العيد خارج المسجد) إن أمكن. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفضل أداء الصلاة في الخلاء، ليتسع المكان لجموع المصلين وتتجلى عظمة الوحدة الإسلامية.

الذهاب ماشيًا والعودة من طريق مختلف: يستحب خروج المصلي لصلاة العيد ماشيًا؛ لحديث علي رضي الله عنه قال: "مِنْ السُّنَّةِ أَنْ تَخْرُجَ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا". أخرجه الترمذي. كما يستحب الذهاب للصلاة من طريق والرجوع من طريق آخر؛ لحديث جابر رضي الله عنه قال: "كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ". أخرجه البخاري.

التهنئة بالعيد والدعاء بالقبول: يستحب التهنئة بالعيد والدعاء للغير بالقبول؛ فعن جبير بن نفير، قال: "كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِذَا الْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكَ". قال ابن حجر: إسناده حسن. [فتح الباري:2/446].

الأكل من الأضحية بعد الصلاة: يستحب للمضحي أن يأكل من أضحيته بعد صلاة العيد، ففي مسند الإمام أحمد: "..وَلَا يَأْكُل ﷺ يَوْمَ الْأَضْحَى حَتَّى يَرْجِعَ فَيَأْكُلَ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ".

كيفية صلاة عيد الأضحى وخطبتها

كانت صلاة العيد تؤدى ركعتين دون أذان أو إقامة، وذلك لأنها ليست من الصلوات الخمس المفروضة.

الركعة الأولى: يبدأ المصلي بالتكبير تكبيرة الإحرام، ثم يتبعها بسبع تكبيرات قبل قراءة الفاتحة وسورة قصيرة.

الركعة الثانية: يكبر الإمام خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام وقبل قراءة الفاتحة والسورة. وهذا العدد من التكبيرات هو ما ورد في السنة النبوية الصحيحة.

بعد الانتهاء من الصلاة، كان الإمام يخطب خطبتين، يجلس بينهما جلسة خفيفة. والمستحب أن يستفتح الخطبة الأولى بتسع تكبيرات، والثانية بسبع، ويذكر الله تعالى فيهما، ويذكر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ويوصي الناس بتقوى الله تعالى وقراءة القرآن، ويعلمهم أحكام العيد. يستحب للناس استماع الخطبة.

وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته على تذكير المسلمين بتقوى الله، وأحكام الأضحية، وفضل أيام التشريق، والحث على صلة الأرحام والتكافل الاجتماعي. كانت الخطبة بمثابة درس تربوي وتوجيه إرشادي للمسلمين، يختتمون به هذا المجلس المبارك.

الطريق إلى المصلى والعودة منه

من السنن النبوية التي كان يتبعها النبي صلى الله عليه وسلم، الذهاب إلى المصلى من طريق والعودة من طريق آخر. وقد ذكر العلماء حكمًا عديدة لهذه السنة، منها تكثير الخطوات في العبادة، ولقاء أكبر عدد من المسلمين للسلام عليهم وتبادل التهاني، وكذلك لتشهد له الأرض يوم القيامة.

الأضحية بعد الصلاة والخطبة

أما عن ذبح الأضحية، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على أن الذبح لا يكون إلا بعد الانتهاء من صلاة العيد والخطبة. وهذا ما يميز الأضحية عن مجرد الذبح، فكونها نسكًا مرتبطًا بصلاة العيد يعكس بعدها التعبدي والاجتماعي.

صلاة عيد الأضحى كما أداها النبي صلى الله عليه وسلم، هي أكثر من مجرد فريضة؛ إنها مدرسة نبوية تعلمنا قيم الوحدة، والشكر، والتكبير، والتضحية، والتكافل. وهي دعوة لكل مسلم لاستحضار هذه المعاني العظيمة في حياته، ليظل العيد فرحة متجددة، وسنة خالدة.


التعليقات

أخبار شبيهة

بحث

مساحة اعلانية

آخر الصور

أخبار متميزة

الكنيسة الكاثوليكية بمصر تودع الأنبا كيرلس وليم المطران الشرفى لأسيوط

الحضري: لدي يقين بالعودة للأهلي.. وواجهت ظروف غير طبيعية في الزمالك

في يوم "وفاء النيل".. تعرف على حقيقة تقديم المصريين القدماء بناتهم قرابين للنهر العظيم

أنهى طالب بالمعهد الأزهرى بقرية الحواوشة التابعة لمركز المنصورة، حياة زميلة بطعنه نافذة بالصدر بعد وصلة من الهزار.

شاب يطعن نفسة بالسكين لمعاناتة بمرض نفسي

إشادة المطرب محمود العسيلي بقرار نقابة المهن الموسيقية

مؤتمر المناخ ومونديال قطر.. سؤال تعبير فى امتحان الشهادة الإعدادية بالجيزة

إصابة أكرم توفيق ومغادرته معسكر المنتخب للكشف الطبى

بتوجيهات رئاسية.. مصر ترسل 5 طائرات مساعدات لسوريا وتركيا

Battle for decency on Kigali’s bus rides

مساحة اعلانية