تحل علينا ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة، تلك الثورة التي غيّرت ملامح التاريخ المصري والعربي والأفريقي، وأرست دعائم الاستقلال والتحرر من الاستعمار. لم تكن ثورة يوليو مجرد تحول سياسي داخلي، بل كانت نقطة انطلاق لمشروع وطني تحرري حملت فيه مصر مشعل الدعم لحركات الاستقلال في القارة الأفريقية، بقيادة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، الذي آمن بأن أمن واستقلال أفريقيا جزء لا يتجزأ من أمن واستقلال مصر.
عبدالناصر.. وأفريقيا قلب المشروع القومي
منذ اللحظة الأولى، أولى عبدالناصر القارة السمراء اهتمامًا خاصًا، فدعم حركات التحرر في غانا والكونغو وكينيا وأنغولا وغيرها، واحتضنت القاهرة قيادات أفريقية شابة تحولت لاحقًا إلى رموز سياسية كبيرة. وأسهمت مصر في تأسيس منظمة الوحدة الأفريقية – الاتحاد الأفريقي حاليًا – لتصبح منصة للتعاون بين شعوب القارة.
السيسي.. يرسخ الحضور المصري في العصر الحديث
واليوم، وبعد أكثر من سبعين عامًا على انطلاق ثورة يوليو، يواصل الرئيس عبدالفتاح السيسي ترسيخ الحضور المصري في أفريقيا، مؤمنًا بأهمية العمق الأفريقي في السياسة الخارجية المصرية. وقد شهدت القارة السمراء في السنوات الأخيرة عودة قوية للدور المصري، تجلت في:
استعادة المكانة.. والعودة للريادة
إن عودة مصر إلى أفريقيا ليست مجرد تحرك دبلوماسي، بل هي استرداد لمكانة طبيعية استحقتها مصر تاريخيًا، وتمثل امتدادًا لثوابت السياسة الناصرية، ولكن بروح العصر وأدواته الحديثة، حيث تتكامل المبادرات السياسية مع الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والثقافي.
في الختام
تأتي ذكرى ثورة 23 يوليو هذا العام لتؤكد أن مصر لا تنسى دورها التاريخي ومسؤوليتها تجاه قارتها. فكما كانت بالأمس صوتًا للحرية والاستقلال بقيادة ناصر، فهي اليوم نموذج للتنمية والشراكة بقيادة السيسي.
إنها مسيرة واحدة.. من عبدالناصر إلى السيسي.. من الثورة إلى التنمية.. ومن التحرير إلى الريادة