في حياة كل إنسان صفحات تتقلب بين الضوء والظل، بين فرحٍ عابر وألمٍ ترك أثره في الأعماق. تمضي الأيام، وتبهت الذكريات كأوراقٍ قديمة تغيّر لونها بفعل الزمن، لكنها تظل شاهدة على أننا عشنا، وتعلّمنا، وسقطنا، ثم وقفنا من جديد.
الماضي، مهما كان ثقيلاً، لا يستحق أن نُسكنه حاضرنا. هو كتابٌ انتهى فصله الأخير، وصفحة يجب أن تُطوى بكرامة، لا بندم. لأن التمسك بما مضى لا يعيد لحظة، بل يسرق لحظات قادمة كان يمكن أن تكون أجمل.
إن الشجاعة الحقيقية ليست في نسيان الماضي، بل في التصالح معه. أن ننظر خلفنا دون خوف، وأن نقرأ ما كان لا بعين الوجع، بل بعين الحكمة. فكل تجربة مهما كانت قاسية، حملت في طيّاتها درسًا، وكل جرحٍ كان طريقًا نحو وعيٍ أكبر.
المستقبل لا ينتظر المترددين، بل أولئك الذين يؤمنون أن كل يومٍ فرصة جديدة ليُكتب من جديد. هو صفحة بيضاء، لا تُكتب بالحبر فقط، بل بالإصرار، وبالثقة في أن الله يخلق من النهاية بداية، ومن الانكسار طاقة نهوضٍ أقوى.
فلتترك الماضي حيث ينتمي، خلفك. ووجّه نظرك نحو الأفق، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الحلم. اكتب سطورك الجديدة بشجاعة، ولا تخشَ الخطأ، فالأجمل لم يُكتب بعد