بقلم: حسن محمد عمار:
تشهد مصر في السنوات الأخيرة مرحلة فارقة من تاريخها، إذ تخوض الدولة معركة حقيقية من أجل ترسيخ الأمن وتحقيق الاستقرار ومكافحة الفساد بجميع صوره، وهي معركة لا تقل أهمية عن معارك التنمية والتقدم الاقتصادي.
لقد أدركت القيادة السياسية، منذ اللحظة الأولى، أن لا تنمية بلا أمن، ولا استقرار بلا مواجهة حاسمة للفساد الذي ينخر في جسد المؤسسات ويعطل مسيرة التقدم. ومن هنا جاءت التحركات الحازمة للدولة، بدءًا من تحديث المنظومة الأمنية وتطوير قدرات الأجهزة الشرطية والاستخباراتية، وصولًا إلى دعم الأجهزة الرقابية وتعزيز دورها في حماية المال العام ومحاسبة الفاسدين دون استثناء.
إن ما نشهده اليوم من حالة استقرار غير مسبوقة في ربوع مصر هو ثمرة رؤية واعية وجهد جماعي تشارك فيه جميع مؤسسات الدولة، مدعومة بإرادة سياسية لا تعرف التراجع، ومساندة شعبية تزداد يومًا بعد يوم.
ولا شك أن محاربة الفساد تمثل الركيزة الأساسية لضمان استدامة هذا الاستقرار. فالفساد لا يهدد الاقتصاد فقط، بل يهز ثقة المواطن في الدولة ويضعف الانتماء الوطني. من هنا، فإن نجاح الحكومة في هذه المعركة يبعث برسائل طمأنة إلى الداخل والخارج، مفادها أن مصر تسير على الطريق الصحيح نحو بناء دولة حديثة تقوم على أسس العدالة والنزاهة والشفافية.
وإذا كنا قد حققنا الكثير، فإننا نؤمن بأن القادم أفضل. فمصر لديها الإمكانيات والطموح، ولديها قبل كل شيء شعب عظيم قادر على مواجهة التحديات وصناعة المستقبل. ومن موقعنا في حزب مصر الفتاة، نؤكد دعمنا الكامل لجهود الدولة في هذه المسيرة، وندعو جميع القوى الوطنية إلى الاصطفاف خلف القيادة السياسية من أجل وطن قوي ومستقر.
إن الأمن والاستقرار ومكافحة الفساد ليست شعارات ترفع، بل هي التزام وطني ومسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع. ومعًا سنبني مصر التي نحلم بها: آمنة، مزدهرة،