اليوم الوطني الإماراتي: د. شيماء لاري تتحدث حول الطب المهني وتجربتها الثرية
 اليوم الوطني الإماراتي: د. شيماء لاري تتحدث حول الطب المهني وتجربتها الثرية
اليوم الوطني الإماراتي: د. شيماء لاري تتحدث حول الطب المهني وتجربتها الثرية (المصدر: Pexels )

بمناسبة اليوم الوطني الإماراتي، ونظراً لأهمية القطاع الصحي وتطوره في البلاد، ونظراً لريادة المرأة الإماراتية، حاور "سيدتي نت" الدكتورة شيماء لاري، استشارية الطب المهني في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بالشراكة مع مايو كلينك، على النحو الآتي:

الدكتورة شيماء لاري، استشارية الطب المهني


1- ماذا تقولين عن خبرتكِ، كونك أول استشارية إماراتية في الطب المهني تتمتع بخبرة تزيد على 12 عاماً؟

خبرتي كاستشارية إماراتية في الطب المهني، ليست إلا نقطة في بحر إسهامات ابنة الإمارات في إفراز المفهوم الكلي للاتحاد وأهدافه وإنجازاته. إنني واحدة من آلاف الإماراتيات اللواتي استطعن، باجتهادهن وإصرارهن، تكوين الصورة العامة والمشرّفة التي نراها في الميادين الدولية، من كفاءة ودور أساسي للمرأة الإماراتية، خصوصاً في الفترة الزمنية التي كانت في التسعينيات وبداية الألفين عندما كان هناك الكثير من التحديات في دمج وتمكين المرأة في أداء دورها المهم والضروري في المجتمع.
بالنسبة لرؤية الإمارات والمبادئ التي نستسقيها من الاتحاد ومن الخبرة العملية، أتوقع أن الاتحاد بحد ذاته كان حجر الأساس في تكوين مجتمع مترابط ومتمكّن، وتوفير البيئة المناسبة والضرورية.
فالوالد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله كان يقول إن الازدهار الحقيقي هو في شباب الإمارات. وفي ذات النهج، قال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رحمه الله أن بناء الإنسان، هي الركيزة الأساسية في تنمية أي مجتمع. وحتى اليوم نرى النواحي التطبيقية على أرض الواقع لإبراز الدور الأساسي والتنمية ومواكبة العصر والتطور الذي أشار إليه رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عندما قال إن التكيف مع التطورات والتكنولوجيا الحديثة هي جزء لا يتجزأ من تنمية المجتمع. وفقاً لجميع هذه المبادئ، كنت محظوظة في أن أكون جزءاً من تفعيل هذه الأساسيات وهذه المناهج التي طرحها الإتحاد.

- ما هو الطب المهني وما أهدافه؟

الطب المهني هو عبارة عن اختصاص طبي موجود منذ التاريخ، وكان يُمارس في عدّة مجتمعات، وتتوفر الإثباتات على ذلك، سواء كان ذلك عن طريق الحفريات أو مقتنيات المتاحف من الحضارات السابقة مثل حضارة مصر القديمة وزمن الفراعنة، وفي الصين وفي بعض الحضارات الموجودة في أميركا الجنوبية على سبيل المثال، التي تشير إلى أن المؤثرات الصحية في مكان العمل كانت مهمة وتشغل اهتمام الأشخاص الذين يعالجون أو يعتنون بالعامل في أي مجال كان في ما مضى. على سبيل المثال نجد العديد من المنشورات على ورق البردى المصري التي تتحدث عن الإصابات التي كان يتعرّض لها العمال أثناء تأدية عملهم، وكيف كان الشخص (الذي يمثل الطبيب في الزمن الحالي) يقيّم حالة الأفراد العاملين الذين يتعرضون لإصابات جسدية أثناء نقل الحجارة لبناء الأهرامات.
وعلى مر العصور تتوفر العديد من الأدلة على ممارسة الطبيب الذي يقدم الرعاية للأفراد الذين يعانون من مشاكل تؤثر على صحتهم في مكان العمل.
لكن الشكل الحالي للتخصص لم يبدأ بالتبلور أو يأخذ حيزاً كبيراً، سواء كان على مستوى التعليم في التخصصات الطبية أو مستوى الأبحاث الطبية، أو حتى على مستوى تقديم الخدمات للعمال فعلياً كتخصص مستقل، إلا من الثمانينيات في القرن العشرين تقريباً، وفي التسعينيات في دول أخرى. بالتالي هذا التخصص معني بالحفاظ على صحة وسلامة الأفراد في مكان عملهم.
الوقاية هي عامل أساسي في الطب المهني، لأنَّ كفاءة الطبيب المهني هي في قدرته على وضع منظومة "صحة وسلامة" في أي مؤسسة أو منشأة، بحيث تحول دون حدوث إصابات في مكان العمل، وكذلك الأمراض المهنية التي تنجم بسبب التعرّضات في مكان العمل.
بدأ هذا المجال يحظى باهتمام متزايد بعد جائحة كوفيد-19، إذ لم تكن المؤسسات المختلفة (الإدارية، الصناعية، قطاع التعليم، الطاقة...) تولي اهتماماً كبيراً بصحة العامل.

- كيف تعملون على تحقيق هذه الأهداف على مستوى الإمارات؟

الطب المهني تطور وبات يهتم بصحة العاملين في المكاتب ورفاهيتهم (المصدر: Pexels )


كان الاهتمام ضرورياً لحماية العمال من التعرضات، خصوصاً في القطاع الصناعي وقطاع الطاقة؛ من هنا بدأنا بوضع معايير للسلامة يجب أن تلتزم بها المؤسسات، لتصل حدّ المنافسة على المستوى العالمي، ومستوى عالٍ من الكفاءة المعترف بها عالمياً.
والاهتمام أيضاً يطال العاملين خلف المكاتب وفي كافة القطاعات، حيث لم يعد يقتصر على حماية الفرد من الإصابات أو التعرضات، بل السعي أيضاً إلى إيجاد الرفاهية في مكان العمل. وهذا الأمر ليس غريباً على دولة الإمارات.

تابعي المزيد: عقار جديد للزهايمر يثبت فعاليته في إبطاء المرض


- ما هي أفضل السبل لحماية الصحة المجتمعية؟ وما المطلوب من الأفراد تحديداً؟

تتوفر قوانين في الدول المتطورة والتي تضم صناعات ثقيلة تحفظ سلامة وصحة العامل في مكان عمله. وفي الإمارات يوجد العديد من الاستراتيجيات والآليات المفعّلة منذ فترة طويلة، ويكمن الدور في زيادة التوعية واهتمام الموظفين بتطبيق المعايير والمتطلبات التي يتطلبها مكان العمل، بحيث يكون لهم دور إيجابي في تطوير المجال والتخصص نفسه.


- ما هو العمل الذي قمت بإنجازه أخيراً، وتفخرين به كطبيبة إماراتية في اليوم الوطني الإماراتي؟

أحد أهم الإنجازات التي تمكنت من تحقيقها تشكيل نظام الصحة والسلامة المهنية بالمنشأة حيث أعمل، وفق المعايير العالمية المنصوص عليها بالتوافق مع المتطلبات والتشريعات المحلية للقطاع الصحي.
وقد حضرت مؤتمراً في مدينة الرياض في شهر نوفمبر الفائت، وكان على مستوى عالمي، ومن ضمن الحاضرين ضيوف من جميع أنحاء العالم. وركّز المؤتمر على الأطباء الإماراتيين الذين يقودون مجال الرعاية الصحية. وكان هذا أعظم إنجاز لي في مهنتي، في مجال يهيمن عليه الذكور، فشعرت حقاً بالنجاح.
وبصفتي طبيبة، أرى دائمًا المرضى الذين قد يمرون برحلات علاج صعبة وأحاول إيجاد الحلول الطبية الأكثر ملاءمة حسب حالتهم. وهذا بالطبع مصدر عظيم لإعتزازي وإنجازي
بالإضافة إلى ذلك، أنا فخورة بعملي في الطب المهني وأحاول دائماً إيجاد كيفية تطبيق الحلول لمرضانا بالأخص عندما كنا نعاني من جائحة كورونا. ففي قسم الطب المهني، طبقنا الإستراتيجيات والبروتوكولات المناسِبة لحماية ممارسينا الطبيين، وخبراء الطب لدينا، وبالطبع الجمهور العام.
ولذلك أشعر بالفخر، خصوصاً بتغلبنا على جائحة كورونا بنجاح في ذروة الوباء، والعودة إلى الحياة الطبيعية.

تابعي المزيد: أنواع الأوهام النفسية عديدة ومضاعفاتها خطيرة


التعليقات

أخبار شبيهة

بحث

مساحة اعلانية

آخر الصور

مساحة اعلانية