يظل السادس من أكتوبر 1973 علامة مضيئة في تاريخ مصر، فهو اليوم الذي نجح فيه الجيش المصري في تحطيم أسطورة خط بارليف وعبور قناة السويس، ليثبت أن الإرادة الوطنية قادرة على تحويل الحلم إلى حقيقة مهما بلغت التحديات. كان ذلك العبور العظيم بداية استعادة الأرض والكرامة، ورسالة خالدة بأن المصريين لا يعرفون المستحيل.
عبور التحرير
بعد نكسة 1967، دخلت مصر مرحلة صعبة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، لكن روح الشعب لم تنكسر. أعاد الجيش بناء نفسه بإصرار، واستعد للمعركة الفاصلة، حتى جاءت ساعة الصفر في ظهر السادس من أكتوبر. في لحظات، عبر الجنود قناة السويس، وحطموا خط بارليف الذي كان يوصف بأنه “الحصن المنيع”، ورفعوا علم مصر فوق أرض سيناء. لقد كان النصر العسكري معجزة بكل المقاييس، صنعتها عقيدة الإيمان بالوطن ووحدة الصف العربي.
عبور التنمية
اليوم، وبعد أكثر من خمسة عقود، تخوض مصر عبورًا جديدًا لا يقل أهمية عن عبور أكتوبر. فالمعركة الحالية ليست ضد عدو خارجي، بل ضد تحديات التنمية والبناء. مشروعات كبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة، المدن الذكية، شبكات الطرق العملاقة، مشروعات الطاقة، وتطوير البنية التحتية، تعكس روحًا جديدة للعبور نحو المستقبل، بروح أكتوبر ذاتها.
من النصر العسكري إلى النهضة الوطنية
إن المقارنة بين عبور أكتوبر وعبور التنمية تؤكد أن المصري حين يؤمن بهدفه، يستطيع تحقيقه. ففي الماضي حطم الجيش المصري خط بارليف، واليوم تحطم الدولة المصرية حواجز الفقر والتحديات الاقتصادية. وكما استعادت مصر أرضها بالأمس، فهي تعيد بناء حاضرها ومستقبلها اليوم.
ويبقى السادس من أكتوبر ذكرى خالدة تجسد معاني التضحية والإصرار، ورسالة متجددة للأجيال بأن النصر الحقيقي لا يتحقق إلا بالإيمان والعمل. فمصر التي عبرت القناة قادرة اليوم على عبور المستقبل وصناعة نهضة تليق بتاريخها وحضارتها